هيثم حمد
رئيس تحرير هلا كندا
حديث حول انتخابات أونتاريو – رؤية تحليلية واستشراف للمستقبل!
شهدت الفترة الأخيرة العديد من المنشورات والدعوات عبر منصات التواصل الاجتماعي تحث الناخبين على اختيار مرشح معين أو تجنب آخر، مع اختلاف الأسباب والمبررات. كما تلقيت العديد من الاستفسارات من الإخوة والأخوات حول الانتخابات في أونتاريو، ووجدت أن الكثير منهم لا يدركون تفاصيل العملية الانتخابية، مثل عدد مقاعد البرلمان، كيفية تشكيل الحكومة، الفرق بين حكومة الأغلبية وحكومة الأقلية، ولماذا تمت الدعوة إلى الانتخابات في هذا التوقيت، وغيرها من الأسئلة المهمة.
للأسف، لاحظت أن العديد من المقاطع المصورة والمنشورات التي تناولت الانتخابات ركزت على توجيه الناس نحو دعم مرشح معين أو معارضة آخر، دون تقديم شرح واضح ووافٍ حول آلية الانتخابات وكيفية اتخاذ القرارات داخل البرلمان.
لمحة عن النظام الانتخابي في أونتاريو
يتكون برلمان أونتاريو من 124 مقعدًا، موزعة على مختلف المناطق والمدن داخل المقاطعة. لكل ناخب الحق في اختيار مرشح واحد فقط من بين المرشحين في منطقته، سواء كان ينتمي إلى حزب سياسي أو مستقلًا.
في كل دائرة انتخابية (riding)، يتم فرز الأصوات، والمرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات يفوز بتمثيل تلك الدائرة في البرلمان. وبعد انتهاء عملية الفرز على مستوى المقاطعة، يتم تحديد الحزب الفائز بناءً على عدد المقاعد التي حصل عليها.
– إذا حصل حزب معين على أكثر من نصف المقاعد، فإنه يشكل حكومة أغلبية، مما يعني أنه يمكنه تمرير القوانين بسهولة داخل البرلمان دون الحاجة إلى دعم أحزاب أخرى.
– أما إذا حصل حزب ما على أقل من نصف المقاعد، فإنه يشكل حكومة أقلية، مما يجبره على التعاون والتوافق مع أحزاب أخرى لتمرير القوانين، وبالتالي يكون أكثر عرضة للمعارضة السياسية.
تشكيل الحكومة ودور رئيس الوزراء
عادةً، زعيم الحزب الفائز يصبح رئيس الحكومة، ويقوم باختيار أعضاء وزارته من بين النواب المنتخبين. لكل حزب سياسي رؤى وتوجهات مختلفة، ومن النادر أن تتطابق مبادئ أي فرد تمامًا مع جميع سياسات أي حزب.
كيف تختار مرشحك؟
الانتخابات ليست مجرد شعارات أو صور سيلفي مع المرشحين، بل هي مسؤولية تتطلب دراسة متأنية. من المهم أن تختار المرشح الذي يمثل تطلعاتك واحتياجات منطقتك، بغض النظر عن انتمائه الحزبي، بعيدًا عن التعصب الديني أو العرقي أو الأيديولوجي.
كندا، ومن ضمنها أونتاريو، تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، خاصة بعد المتغيرات العالمية الأخيرة. لذا، فإن الحزب الذي سيفوز سيكون أمام مسؤولية مباشرة لمواجهة هذه التحديات، مما يجعل الانتخابات الإقليمية لا تقل أهمية عن الانتخابات الفيدرالية.
خلاصة القول
قرارك الانتخابي هو حقك ومسؤوليتك. اختر من تعتقد أنه سيمثلك بأفضل صورة في البرلمان والحكومة القادمة، وضع في اعتبارك المصلحة العامة لمجتمعك. تجنب الانجراف وراء الدعاية العشوائية أو “سياسة القطيع”، وكن واعيًا في خياراتك، فالمستقبل السياسي والاقتصادي للمقاطعة يعتمد على أصوات الناخبين.
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق!
