هلا كندا- أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً واسعاً بعد أن ربط، خلال مؤتمر صحفي استثنائي في البيت الأبيض الاثنين، بين إصابة الأطفال بالتوحد واستخدام مسكن الألم الشائع تايلينول أثناء الحمل.
إضافة إلى التطعيمات الأساسية للأطفال، وهي مزاعم منافية لعقود من الأبحاث العلمية.
وقال ترامب: “أريد أن أقولها كما هي: لا تتناولوا تايلينول، لا تأخذوه… حاربوا بكل ما تستطيعون حتى لا تأخذوه”، رغم اعترافه بأنه “ليس طبيباً”.
وقدّم ترامب نصائح مباشرة للنساء الحوامل وآباء الأطفال الصغار، محذراً من اللقاحات المجمّعة مثل الثلاثي الفيروسي (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية)، وداعياً إلى تأجيل لقاح التهاب الكبد (B) حتى سن 12 عاماً، رغم أنه يُعطى خلال أول 24 ساعة بعد الولادة. كما دعا إلى إزالة الزئبق من بعض اللقاحات.
ووقف بجانبه وزير الصحة روبرت كينيدي الابن، المعروف بمواقفه المناهضة للتطعيم.
لكن شركات الأدوية والجمعيات الطبية رفضت تصريحات الرئيس. وأكدت شركة Kenvue، المصنعة لـ تايلينول، أن العقار “آمن ولا يسبب التوحد”، مضيفة أن تلك الادعاءات تمثل خطراً على صحة النساء الحوامل.
وانعكست تصريحات ترامب مباشرة على الأسواق، إذ هبطت أسهم الشركة بأكثر من 7% خلال جلسة التداول، قبل أن تعوض 5% من خسائرها لاحقاً.
وفي الوقت ذاته، أعلنت إدارة ترامب أنها ستغير التحذيرات الطبية على عبوات تايلينول لتشير إلى “مخاطر عصبية محتملة”، كما أشارت إلى نيتها توسيع استخدام عقار ليوكوفورين (نوع من حمض الفوليك يُستعمل عادة في علاج السرطان) كخيار لمعالجة أعراض التوحد، رغم أن التجارب السريرية حول فعاليته ما زالت محدودة وصغيرة.
الأوساط الطبية سارعت إلى التحذير من خطورة تلك التصريحات. فقد قال الدكتور نورمان بايلور، المدير السابق لمكتب أبحاث اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA): “لم أشهد شيئاً مماثلاً في ملف اللقاحات، هذه التصريحات غير علمية وتشكل خطراً على الصحة العامة.”
وتشير الدراسات الحديثة، منها دراسة سويدية عام 2024 شملت 2.5 مليون طفل، إلى عدم وجود أي علاقة سببية بين استخدام تايلينول أثناء الحمل واضطرابات النمو العصبي. كما خلصت مراجعة علمية واسعة عام 2025 إلى أن نتائج الدراسات السابقة “غير حاسمة” وأن الدواء يبقى آمناً عند استخدامه بجرعات محدودة ولفترات قصيرة.
تصريحات ترامب تتحدى الإجماع العلمي الراسخ حول أمان اللقاحات ودواء تايلينول، وتثير مخاوف من تضليل النساء الحوامل والأهالي في قضايا تمسّ الصحة العامة بشكل مباشر.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني