هلا كندا – اتهم السفير الأميركي لدى كندا بيت هوكسترا أوتاوا بتقويض مستقبل اتفاق الولايات المتحدة-كندا-المكسيك (CUSMA) المعروف أيضًا باسم USMCA، نتيجة فرضها رسومًا جمركية مضادة على بعض المنتجات الأميركية.
وقال هوكسترا، في مقابلة حصرية مع غلوبال نيوز الخميس، إن كندا هي التي “سحبت البساط من تحت الاتفاق”، موضحًا أن أوتاوا فرضت رسومًا على منتجات مشمولة بالاتفاق، في حين أن واشنطن لم تقدم على خطوة مماثلة.
وكانت الحكومة الكندية قد فرضت، في مارس الماضي، رسومًا بنسبة 25% على واردات أميركية بقيمة 29.8 مليار دولار، شملت سلعًا ضمن الاتفاق مثل عصير البرتقال والدراجات النارية والأجهزة الكهربائية، ردًا على رسوم فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتصاعدت لاحقًا، لتصل إلى 35% على السلع الكندية غير المشمولة بالاتفاق، و50% على الصلب والألومنيوم والنحاس، مع تهديد بفرض رسوم إضافية على الأدوية الكندية.
وألمح رئيس الوزراء مارك كارني الأسبوع الماضي إلى إمكانية إزالة بعض الرسوم على السلع الأميركية لتحسين المفاوضات الجارية ودعم الشركات الكندية، مؤكدًا أن القرار يعتمد على ما يخدم الصناعة المحلية.
وأشار هوكسترا إلى أن الهجمات الشخصية من بعض السياسيين الكنديين على الرئيس الأميركي وفريقه الاقتصادي تمثل عامل توتر إضافيًا، لافتًا إلى أن تلك الانتقادات كانت خيارًا كنديًا، وأن بلاده تكتفي بالرد عليها.
كما اعتبر السفير أن مراجعة الحكومة الكندية لعقد شراء 88 مقاتلة F-35 من شركة لوكهيد مارتن الأميركية، بقيمة 74 مليار دولار، من بين الملفات المزعجة لواشنطن، مشيرًا إلى أن كندا، إلى جانب الصين، من أكثر الدول تشددًا تجاه الولايات المتحدة.
وأكد هوكسترا أن التوصل لاتفاق قريب مع كندا يبدو بعيد المنال، في ظل غياب أي هدنة في الرسوم، على عكس ما حدث مع الصين التي مددت مؤخرًا مهلة التفاوض 90 يومًا حتى 10 نوفمبر.
من جانبه، حذّر رئيس وزراء أونتاريو دوغ فورد من أن ترامب قد ينقض التزامات اتفاق التجارة في أي وقت، حتى لو تم التوقيع على اتفاق جديد، مشيرًا إلى احتمال سعيه لإعادة التفاوض على CUSMA اعتبارًا من نوفمبر المقبل.
ورغم تصاعد التوتر، شدد كارني على أهمية الحفاظ على اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية، مؤكدًا أن سير المفاوضات بشكل متسلسل ومترابط يصب في مصلحة جميع الأطراف.


