هلا كندا – تشهد سوق العقارات في كندا حالة من التباطؤ النسبي بالتزامن مع قرار بنك كندا تثبيت سعر الفائدة الرئيسي عند 2.75% للمرة الثانية هذا العام.
ويأتي هذا القرار في ظل توترات سياسية واقتصادية متزايدة، أبرزها الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، وتراجع أداء الاقتصاد الكندي، واستمرار الضغوط التضخمية.
ويسود الترقب بين المشترين المحتملين، لاسيما من يفكرون بشراء منزل للمرة الأولى، بشأن توقيت اتخاذ خطوة الشراء، خاصة مع تفاوت التوقعات حول مستقبل أسعار الفائدة.
وسجّلت الجمعية الكندية للعقارات ارتفاعاً بنسبة 3.6% في مبيعات المنازل بين شهري أبريل ومايو، وهو أول تحسّن منذ نوفمبر الماضي، لكن المبيعات لا تزال منخفضة بنحو 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويشير الخبراء إلى أن الأسواق ذات الأسعار المعقولة، مثل وينيبيغ وساسكاتون، تظهر مؤشرات انتعاش، في حين تواجه أسواق كبرى مثل تورونتو وفانكوفر ركوداً واضحاً.
ويلاحظ تركّز الطلب على المنازل المنفصلة أو شبه المنفصلة، في مقابل أداء ضعيف لسوق الشقق، إذ يعاني هذا القطاع من وفرة في العرض وضعف في الطلب.
وكشف أحدث مؤشر لأسعار المنازل أن أسعار الشقق في المدن الكبرى انخفضت بنسبة 6% على أساس سنوي، ما يعكس تحديات مستمرة في جذب المشترين نحو وحدات باتت توصف بأنها صغيرة المساحة ومحدودة القيمة.
وأوضح آدم جاكوبس، رئيس قسم الأبحاث في شركة “كوليرز كندا”، أن أسعار الفائدة وحدها لم تعد العامل الحاسم في حسابات الرهن العقاري، بل باتت الأسعار المرتفعة للمنازل، إلى جانب عوامل السوق العالمية، تفرض واقعاً جديداً. وأشار إلى أن العديد من المشترين يترقبون خفضاً إضافياً في أسعار الفائدة، غير أن الغموض يكتنف المسار الاقتصادي خلال النصف الثاني من العام.
وأكد جاكوبس أن السوق العقارية تشهد حالياً تراجعاً في زخم المنافسة بين المشترين، ما يمنحهم قدرة أكبر على التفاوض، خصوصاً في قطاع الشقق. كما لفت إلى نمو ملحوظ في مشاريع الإيجار المصممة خصيصاً للسكن طويل الأجل، وهي مشاريع باتت تستقطب شريحة من الشباب العاملين الذين يجدون فيها بديلاً عملياً للشراء.
ورغم هذه المؤشرات، حذّرت بنيلوب غراهام، الخبيرة في شؤون الرهن العقاري بمنصة “ريتهاب”، من التباطؤ المفرط في اتخاذ قرار الشراء وأوضحت أن البيانات الأخيرة تظهر بوادر انتعاش قصير الأجل في المبيعات، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات، وهو ما قد يدفع أسعار الفائدة الثابتة إلى الارتفاع مجدداً.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني