هلا كندا – قدّم رئيس حاكم أونتاريو دوغ فورد، يوم الخميس، اعتذارًا علنيًا بعد تصريحات أثارت غضب قادة من شعوب الأمم الأولى ووصفت بأنها عنصرية ومهينة.
وقال فورد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من قادة السكان الأصليين: “أشعر بالحماس أحيانًا، وأود أن أقول بصراحة: أعتذر عن كلماتي، ليس فقط إذا جرحت مشاعر رؤساء القبائل في الغرفة، بل كل شعوب الأمم الأولى.”
وتعود الأزمة إلى تصريحات أدلى بها فورد الأربعاء خلال حديثه عن مشاريع استخراج المعادن الحيوية في شمال أونتاريو، حين قال: “لا يمكنكم الاستمرار في القدوم إلى الحكومة بقبعة في اليد تطلبون المال دائمًا… عليكم أن تعتنوا بأنفسكم، عندما تملكون حرفيًا مناجم ذهب ونيكل وكل المعادن التي يريدها العالم، وتقولون: لا أريد أن ألمس ذلك، ولكن أعطني مالًا، فهذا غير مقبول.”
كما وصف فورد عرضه للشعوب الأصلية بـ”المُقدّم على طبق من فضة”، وأشار إلى أنه عاملهم “كالذهب”.
والنائب سول ماماكوا، وهو العضو الوحيد من الأمم الأولى في برلمان أونتاريو، قال إن التصريحات كانت: “مزعجة جدًا، بل عنصرية. نحن لسنا متسوّلين. لا نحتاج إلى هذا النوع من التصريحات من رئيس حكومة.”
وأشار إلى أن تصريحات فورد تتناقض مع روح الشراكة والمعاهدات بين الحكومة والمجتمعات الأصلية.
وتأتي تصريحات فورد في سياق سعي حكومته إلى تمرير مشروع القانون رقم 5 (Bill 5)، الذي يمنح الحكومة صلاحيات لتجاوز قوانين البيئة والتنظيم في ما يُعرف بـ”المناطق الاقتصادية الخاصة”، بهدف تسريع عمليات تطوير مناجم المعادن.
وقد أثار المشروع اعتراضات شديدة من السكان الأصليين، الذين يعتبرون أن القانون ينتهك حقوقهم ويهمش دورهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بأراضيهم.
وجاء اعتذار فورد بعد اجتماع استمر ساعتين مع قادة من أمة أنيشينابيك (Anishinabek Nation) في مقر الحكومة.
وقالت ليندا ديباسيج، الرئيسة الكبرى لمجلس القبائل: “رئيس الحكومة اعترف بخطئه وتعهد بالعمل معنا كشريك في المعاهدات… أعتقد أن اعتذاره كان صادقًا.”
ورغم ذلك، أكدت أن الاجتماع لم يقتصر على مناقشة مشروع القانون 5، بل شمل قضايا أوسع تتعلق بـ”مسؤوليات المعاهدات التاريخية”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني