هلا كندا – تستمر حرائق الغابات في منطقة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، في تدمير أجزاء كبيرة من المدينة والمناطق المحيطة بها.
وذلك مع تأكيد وفاة ما لا يقل عن 10 أشخاص، وتدمير آلاف المباني، وإخلاء أكثر من 179.000 من السكان.
وتمددت حرائق كاليفورنيا الكارثية، بتركيبة من الظروف الجوية الجافة للغاية، والرياح القوية من سانتا آنا، وآثار تغير المناخ المستمرة، ما خلق ظروفاً مثالية لانتشار حرائق الغابات بسرعة.
وأظهرت الأبحاث أن تغير المناخ أسهم في ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف الأطول، والحرائق الأكثر كثافة في المنطقة.
وحتى اللحظة، لا يزال رجال الإطفاء يعملون على احتواء الحرائق، لكن العديد منها لا يزال غير قابل للاحتواء، ويتوقع أن تستمر الظروف في التدهور مع توقع رياح قوية أخرى في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ويعمل رجال الإطفاء جنباً إلى جنب مع فرق إضافية من الولايات المجاورة للمساعدة على مكافحة النيران.
من المعروف أن موسم الحرائق في جنوب كاليفورنيا يمتد من مايو إلى أكتوبر ، لكن حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، أشار في وقت سابق إلى أن الحرائق ستكون مشكلة دائمة طوال العام.
ولكن لم يكن يتوقع أنه أول شتاء ستشتعل فيه الولاية إلى هذا الحد، وذلك بسبب الرياح القوية التي هبت على كاليفورنيا.
وعند هبوبها عبر الصحاري، تخلق الرياح ظروفاً تنخفض فيها الرطوبة، ما يؤدي إلى جفاف النباتات، وإذا اندلعت نيران بسيطة، يمكن للرياح أن تؤجج الجمر المتوهج إلى حريق هائل في دقائق.
في حين أن سبب الحرائق لم يتحدد بعد، هناك تقارير نشرتها صحف محلية تشير إلى أن بعض الحرائق نشأت من خطوط الكهرباء ومعدات المرافق، وهو أمر سبق وأن شهدته البلاد من قبل في كوارث مدمرة أخرى.
وكانت خطوط الكهرباء ومعدات المرافق قد تسببت في واحدة من أكثر الحرائق تدميراً في تاريخ كاليفورنيا، حيث دمرت حرائق «كامب فاير» عام 2018 بلدة «باراديس»، وأودت بحياة 85 شخصاً، بعضهم لقوا حتفهم في سياراتهم أثناء محاولتهم الهروب.
وعانت الكثير من الولايات الغربية الأمريكية، بما في ذلك كاليفورنيا، جفافاً استمر لعقود حتى انتهى قبل عامين فقط، ما جعل المنطقة أكثر عرضة للحرائق.
وراكمت التقلبات الحادة بين فترات الجفاف والرطوبة في السنوات الأخيرة كمية هائلة من النباتات الجافة التي كانت جاهزة للاحتراق.
ولا تترك أبحاث الحكومة الأمريكية مجالاً للشك في ربط تغير المناخ بزيادة حجم وشدة الحرائق في الغرب.
وسجلت كاليفورنيا أعلى درجات حرارة عرفتها الولاية خلال صيف 2024، بزيادة قدرها خمس درجات دفعة واحدة عن عام 2022 بحسب المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية، واجتاح الجفاف المناظر الطبيعية جنوبي الولاية، بعد أحد أكثر فصول الصيف حرارةً.