تأثير الإنتخابات الأمريكية على عبور طالبي اللجوء الى كندا

اخبار هلا كندا – مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، لا يقتصر الجدل حول الحدود الجنوبية فقط، بل قد تمتد تأثيرات نتائج الانتخابات إلى الحدود الشمالية مع كندا، والتي تُعتبر أطول حدود غير محمية في العالم. وبينما تظل الهجرة والحدود قضية مركزية في الحملات الانتخابية، فإن الفائز في السباق الرئاسي سيؤثر على العلاقات الحدودية بين الولايات المتحدة وكندا.

تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الحدود الكندية

تظهر الانقسامات بوضوح في السياسة الأمريكية حول قضية الهجرة، حيث تعهد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين في حالة فوزه، في حين شددت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس موقفها بشأن المعابر الحدودية غير القانونية وطالبي اللجوء، وإن كان بشكل أقل حدة مقارنةً بسياسات ترامب.

ووفقًا للمحللين السياسيين ، فإن فوز ترامب قد يؤدي إلى موجة جديدة من طالبي اللجوء الذين يتوجهون إلى كندا هربًا من عمليات الترحيل الجماعية. وأضاف آبلسون: “إذا تم انتخاب ترامب وبدأ في تنفيذ تهديداته بالترحيل الجماعي، فسيسعى العديد من هؤلاء الأشخاص للجوء في كندا.” بينما أشار إلى أن سياسات هاريس ستكون أكثر اعتدالًا، مما قد يقلل من هذا التدفق.

تداعيات سياسات ترامب على الحدود

عندما تولى ترامب الرئاسة في يناير 2017، شهدت كندا ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المعابر غير القانونية على الحدود وطلبات اللجوء. فخوفًا من الترحيل من الولايات المتحدة، اختار العديد من المهاجرين غير المسجلين المقيمين في أمريكا المخاطرة بالهجرة إلى كندا.

تشير بيانات دائرة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) إلى ارتفاع عدد الوافدين غير النظاميين من 2434 في عام 2016 إلى 20593 في عام 2017. كما تضاعفت طلبات اللجوء في نفس الفترة، من 23860 إلى 50375 طلبًا. معظم هؤلاء المهاجرين عبروا إلى كندا عن طريق كيبيك، مما أدى إلى تركيز الانتباه على المعابر غير الرسمية مثل طريق روكسهام.

وفي عهد الرئيس جو بايدن، ارتفعت حالات العبور غير النظامية إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2022. إلا أن التعديلات التي تم إجراؤها على اتفاقية البلد الثالث الآمن في مارس 2023 بين كندا والولايات المتحدة، حدت من طلبات اللجوء غير القانونية وقصرتها على المعابر الرسمية.

خطة ترامب المستقبلية

خلال حملته الانتخابية الحالية، تعهد ترامب بتنفيذ ترحيلات جماعية جديدة باستخدام صلاحيات زمن الحرب، وتفعيل الجيش، والاعتماد على حكام الولايات المتحالفين معه. وأكد آبلسون أن “ترامب قد يكرر هذا السيناريو”، ملمحًا إلى أن كندا قد تحتاج إلى الاستعداد لموجة جديدة من اللاجئين.

ورغم أن تهديدات الترحيل تستهدف الملايين، إلا أنه يبقى غير واضح مدى إمكانية تنفيذ مثل هذه الخطط على نطاق واسع. يُقدَّر أن هناك أكثر من 11 مليون مهاجر غير موثق في الولايات المتحدة، ومع استمرار الحديث عن بناء جدار حدودي جديد، يبقى السؤال حول مدى واقعية هذه الوعود الانتخابية.

تأثير سياسات هاريس المحتملة

في حال فوز كامالا هاريس، قد تكون السياسات الحدودية الأمريكية أكثر استقرارًا. فرغم تشديدها على أهمية تأمين الحدود، إلا أن سياساتها المتعلقة بالهجرة تبدو أكثر إنسانية مقارنةً بترامب. سيؤدي ذلك إلى تقليل احتمالية حدوث موجة جديدة من الهجرة غير النظامية إلى كندا. من المتوقع أن تركز هاريس على تعزيز التعاون مع دول الجوار، بما في ذلك كندا، من أجل إيجاد حلول مشتركة لمسألة الهجرة.

نظرة مستقبلية

سواء فاز ترامب أو هاريس، فإن الحدود بين الولايات المتحدة وكندا ستظل موضوعًا حساسًا خلال السنوات المقبلة. فالسياسات الأمريكية المتعلقة بالهجرة والحدود لها تأثيرات مباشرة على كندا، لا سيما فيما يتعلق بتدفق طالبي اللجوء والمعابر غير القانونية. يجب على كندا أن تستعد لاحتمالات مختلفة بناءً على نتيجة الانتخابات الأمريكية، حيث يمكن أن تشهد زيادة في طلبات اللجوء أو استقرارًا أكبر بناءً على الفائز.