هلا كندا – تتصاعد التكهّنات في كندا حول إمكانية إجراء انتخابات فدرالية مبكرة قبل أعياد الميلاد، مع اقتراب موعد التصويت على مشروع الموازنة الذي ستقدمه الحكومة الكندية اليوم الثلاثاء، وسط خلافات حادة بين الأحزاب بشأن أولويات الإنفاق العام.
وقال زعيم الحكومة في مجلس العموم ستيفن ماكّينون إن الحكومة لم تضمن بعد الأصوات الكافية لتمرير الموازنة، داعيًا زعيم المعارضة بيار بواليافر إلى دعمها وعدم “التصرّف بطريقة عبوسة” كما وصفها.
وردّ بواليافر بأن حزبه المحافظ سيصوّت لصالح الموازنة فقط إذا ساهمت في خفض تكاليف المعيشة، مهددًا برفضها في حال تضمّنت أي زيادات جديدة في الإنفاق أو الضرائب.
كما شدد على ضرورة أن يُبقي رئيس الوزراء مارك كارني العجز المالي تحت 42 مليار دولار، ويُخفّض ضريبة الدخل، ويلغي تسعيرة الكربون الصناعي للحصول على دعم حزبه.
بدوره، أكد ماكّينون أن الموازنة ستكون “ميسورة” وستوفّر فرصًا لجميع الكنديين، فيما أوضح وزير المالية فرنسوا-فيليب شامبان أن الوثيقة “لن تتضمن مفاجآت” وستشمل استثمارات في البنية التحتية والدفاع والبرنامج الوطني للغذاء المدرسي، إلى جانب خفض تكاليف التشغيل الحكومي.
ويُعدّ التصويت على الموازنة تصويتًا على الثقة بالحكومة، ما يعني أن فشل تمريرها سيؤدي إلى سقوط الحكومة والدعوة إلى انتخابات فورية.
ويحتاج الليبراليون، الذين يملكون أقل من الأغلبية بثلاثة مقاعد، إلى دعم من المعارضة أو امتناع عدد من النواب عن التصويت لتجنّب ذلك السيناريو.
وقال زعيم الحزب الديمقراطي الجديد المؤقت دون ديفيز إن كتلته لم تتخذ موقفًا بعد، مؤكدًا أنهم سيقررون بعد الاطلاع على الموازنة، مضيفًا: “إذا كانت جيدة للطبقة العاملة، سندعمها، وإن لم تكن، فلن نفعل”.
أما الكتلة الكيبيكية، فجدّدت عبر زعيمها إيف-فرانسوا بلانشيه رفضها دعم الموازنة ما لم تستجب الحكومة لمطالبها بزيادة إعانات التقاعد والتحويلات الصحية للمقاطعات، معتبرة أن التلويح بالانتخابات المبكرة “أسلوب ضغط غير مقبول”.
من جهة أخرى، يرى محللون أن التوتر بين الأحزاب يجعل احتمال سقوط الحكومة كبيرًا، خصوصًا في ظل ما وُصف بالموازنة التقشفية المرتقبة.
وأكد فريد ديلوري، مدير الحملة الانتخابية السابقة للمحافظين، أن “كل تصويت خلال الأسابيع المقبلة قد يكون كفيلًا بإسقاط الحكومة”.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف الاقتصادية من تصاعد العجز التجاري مع الولايات المتحدة، حيث يتوقع مراقبون أن يركّز النقاش العام على كيفية تنويع الاقتصاد الكندي وتعزيز قدرته التنافسية في مواجهة التوترات التجارية المتصاعدة.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


