هلا كندا – حذّر خبراء في كندا من خطورة التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي دعا فيها النساء الحوامل إلى تجنّب استخدام دواء “تايلينول” بزعم غير مثبت أنه قد يسبّب التوحّد لدى الأطفال.
وأكدوا أن هذه الادعاءات تفتقر إلى أي أساس علمي وتعيد إلى الواجهة خطابًا قديماً يحمّل الأمهات مسؤولية إصابة أطفالهن بالتوحّد.
وقالت جولي غرين، وهي أم كندية من مدينة كينغستون، إن تصريحات ترامب أعادت إلى ذهنها فترة ما بعد تشخيص ابنها بالتوحّد قبل أكثر من عقد، حين كانت تسمع باستمرار تساؤلات تلوم الأمهات على كل ما يحدث أثناء الحمل.
وأوضحت: “كل مرة كان يظهر فيها خبر جديد، كنت أقول لنفسي: ماذا لو كان خطأي؟ هل أكلت شيئًا أو فعلت شيئًا تسبب في ذلك؟”
وأكّد خبراء من مستشفى هولاند بلورفيو للأطفال في تورونتو أنّ الأبحاث العلمية لا تظهر أي علاقة بين استخدام “تايلينول” أثناء الحمل وخطر الإصابة بالتوحّد، مشيرين إلى أن العوامل الوراثية تلعب الدور الأهم في تطور اضطرابات طيف التوحّد.
وقالت الدكتورة إيفدوكيا أناغنوستو، وهي أخصائية في علم الأعصاب للأطفال: “لا يمكن أن نكون غير مسؤولين ونتحدث عن التعرضات أثناء الحمل بطريقة تُلقي اللوم على الأمهات، في حين نعلم أن التوحّد ذو طبيعة وراثية بالدرجة الأولى”.
وأضافت أن التصريحات الأخيرة أثارت القلق بين الأمهات، حيث تلقى المركز اتصالات عديدة من نساء خائفات يتساءلن إن كنّ قد أضررن بأطفالهن بسبب تناول الدواء لعلاج نزلات البرد أو الحمى.
من جانبها، شددت الدكتورة كارن وو، المتخصصة في طب الأم والجنين في مركز ماكغيل الصحي الجامعي في مونتريال، على أن “تايلينول” يُعدّ من الأدوية الآمنة خلال الحمل عند استخدامه بأقل جرعة ولأقصر مدة ممكنة، مضيفة أن عدم علاج الحمى أو الألم قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الولادة المبكرة أو تشوهات الأجنة.
وقالت وو: “النساء الحوامل يحاولن بالفعل تجنّب كل ما يمكن أن يضرّ بالجنين، وهن لا يحتجن إلى مزيد من القلق غير المبرر”.
في المقابل، تحدثت أمهات لأطفال من ذوي التوحّد عن مشاعر الذنب المستمرة التي تصاحبهن منذ الحمل وحتى مراحل تربية أطفالهن، رغم غياب أي دليل علمي يربط تصرفاتهن بالاضطراب.
وقالت فولا أثاناسوبولوس، وهي أم من ميسيساغا يعيش معها ابنها البالغ 28 عامًا والمصاب بالتوحّد: “تبدأين بالتساؤل منذ الحمل: هل نمت كفاية؟ هل كنت متوترة؟ هل تناولت دواءً لا يجب؟ وهذا الشعور بالذنب لا يزول أبداً”.
لكنها شددت على ضرورة التوقف عن لوم الذات قائلة: “ابني جعلني إنسانة أفضل وأمًّا أفضل. أراه نعمة في حياتي وأشكره كل يوم”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني