هلا كندا – وكالات – شهد مرصد «باركس» الأسترالي عام 1998 حادثة علمية غريبة، حين رصد العلماء إشارات لاسلكية قصيرة وقوية للغاية أثارت حيرتهم، واعتقدوا في البداية أنها ربما قادمة من الفضاء أو ناتجة عن ظاهرة طبيعية كالبَرْق.
الإشارات التي تكررت مرة أو مرتين في السنة أُطلق عليها اسم «بيريتون»، تيمّناً بمخلوق أسطوري يجمع بين هيئة الغزال وجناحي الطائر. لكن لغزها استمر حتى عام 2015، حين اكتشف الباحثون أن ترددها — 2.4 غيغاهرتز — يطابق تردد أفران الميكروويف وأجهزة الـ«واي فاي».
الحقيقة انكشفت مصادفةً عندما فتح أحد العاملين باب فرن الميكروويف في مطبخ المرصد قبل انتهاء تشغيله، فصدرت الإشارة الغامضة التي التقطها التلسكوب! وأظهرت التحقيقات أن جميع إشارات «بيريتون» كانت تُرصد نهاراً فقط، وهو وقت استخدام المطبخ.
ومنذ ذلك الحين، شددت المراصد الفلكية حول العالم إجراءاتها لمنع أي تداخل من الأجهزة اللاسلكية، وبُني تلسكوب جديد في غرب أستراليا وصفه العلماء بأنه «أهدأ مكان للعمل الفلكي على وجه الأرض»، بعيد عن إشارات الهاتف والـ«واي فاي».
وهكذا اتضح أن ما بدا في البداية «إشارة من مخلوق أسطوري مجنّح» لم يكن سوى موجات ميكروويف أرضية خرجت من مطبخ العلماء أنفسهم!
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


