كالغاري — دعا الرئيس التنفيذي لمجموعة WestJet، أليكسيس فون هونسبرخ، الحكومة الفيدرالية الكندية إلى التوقف عن معاملة السفر الجوي كأنه رفاهية، مشددًا على أن خفض التكاليف المفروضة على صناعة الطيران سيساهم في تعزيز الوحدة الوطنية في بلد شاسع مثل كندا.
وفي خطاب أمام جمهور من رجال الأعمال في كالغاري، تساءل فون هونسبرخ عن سبب حصول البنى التحتية الأخرى كالجسور والقطارات والعبارات على دعم حكومي، في حين تُثقل الحكومة كاهل قطاع الطيران بالضرائب والرسوم، والتي تُحمَّل لاحقًا للمستهلك.
وقال: “نحن بحاجة إلى بناء كندا – الآن أكثر من أي وقت مضى – ويلعب الطيران دورًا رئيسيًا في هذا المشروع الوطني.”
وأشار مازحًا إلى أن كلمته كانت تتزامن مع خطاب العرش الذي ألقاه الملك تشارلز في أوتاوا، والذي أعلن فيه عن أجندة الحكومة الليبرالية التشريعية، لكنه استشهد بأحد مقاطع الخطاب الملكي “قال الملك اليوم إن الحكومة تسترشد بالقناعة بأن الاقتصاد لا يكون قويًا حقًا إلا عندما يخدم الجميع، وهناك الكثير من الكنديين يعانون لمجرد التقدم إلى الأمام.”
وعرض فون هونسبرخ شريحة توضح الفارق الكبير بين الرسوم الحكومية المفروضة على تذاكر الطيران في كندا والولايات المتحدة. ففي كندا، تصل هذه الرسوم (بما في ذلك ضرائب المبيعات، ورسوم الملاحة، ورسوم تحسين المطارات، والأمن) إلى 133 دولارًا للتذكرة ذهابًا وإيابًا، بينما لا تتجاوز 49 دولارًا في الولايات المتحدة.
وأضاف: “من الخطأ الجذري ألا يُنظر إلى السفر الجوي على أنه خدمة أساسية في بلد يكون فيه الطيران وسيلة الاتصال الوحيدة مع العالم الخارجي في العديد من المجتمعات.”
وأكد أن تخفيض هذه التكاليف من شأنه أن يجعل التذاكر في متناول ملايين الكنديين الذين لا يستطيعون تحمّلها حاليًا، لافتًا إلى أن الرسوم العالية تُشكّل أحد أهم أسباب هذا العائق.
السياق السياسي والاقتصادي
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه الاقتصاد الكندي دعوات متزايدة من قادة الأعمال لإزالة الحواجز التجارية الداخلية وتوسيع العلاقات الدولية، لا سيما مع تزايد الشكوك بشأن موثوقية الشراكة مع الولايات المتحدة.
وقد أدى تكرار تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول رغبته في جعل كندا الولاية الأميركية الـ51 وفرضه تعريفات جمركية، إلى إلغاء عدد كبير من الكنديين رحلاتهم إلى الولايات المتحدة وتحويل وجهاتهم إلى أوروبا أو الكاريبي.
وكشف فون هونسبرخ أن حجوزات السفر إلى أميركا عبر خطوط WestJet انخفضت بنسبة تتراوح بين 15% إلى 19% مقارنة بالعام الماضي، مشيرًا إلى أن المسافرين باتوا يفضلون وجهات أخرى.
وفي خطوة مماثلة، أعلنت شركة Air Canada تعليق ثلاث خطوط جديدة بين كندا والولايات المتحدة اعتبارًا من الخريف لأسباب تجارية، بعد أن خفضت في مارس رحلاتها إلى فلوريدا ولاس فيغاس وأريزونا بنسبة 10%.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء الكندية إلى أن عدد الكنديين العائدين من الولايات المتحدة جوًا انخفض بنسبة 20% في أبريل 2025 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، فيما انخفض عدد الأميركيين القادمين إلى كندا جوًا بنسبة 5.5%.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني