هلا كندا – كشفت الشرطة الملكية الكندية في إحاطة موجهة إلى وزير السلامة العامة عن ارتفاع غير مسبوق في عدد تهم الإرهاب الموجهة خلال العام الماضي، بنسبة بلغت 488% في كندا، وسط تزايد مقلق في حالات تطرف الشباب.
ووفقًا لوثيقة إحاطة وزارية نشرتها الحكومة الكندية هذا الأسبوع، لا يزال “التطرف العنيف يشكل تهديدًا بارزًا للأمن القومي”، مشيرة إلى أن الشرطة الكندية أحبطت ست مؤامرات إرهابية خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، شملت اعتقالات في مدن عدة من بينها إدمونتون وأوتاوا وتورنتو.
وفي الفترة بين 1 أبريل 2023 و31 مارس 2024، وُجهت 83 تهمة تتعلق بالإرهاب إلى 25 مشتبهًا، من بينهم ثلاثة قاصرين وستة شبان، كما فُرضت سندات سلام تتعلق بالإرهاب على ثمانية شباب آخرين، في مؤشر واضح على تنامي ظاهرة تطرف الشباب.
وأكدت الوثيقة أن المنصات الإلكترونية تساهم في جذب الشباب إلى أيديولوجيات التطرف العنيف، وزيادة أعداد الأشخاص القاصرين الذين يخضعون للمتابعة الأمنية. كما لفتت إلى أن هذا التصاعد في التهديدات لم يقابله تعزيز مماثل في الموارد أو الإمكانات.
وأُعدّت الوثيقة المكوّنة من 75 صفحة في ديسمبر الماضي، خلال تولي ديفيد ماكغينتي وزارة السلامة العامة، ونُشرت بعد تسليم رئيس الوزراء مارك كارني الحقيبة الوزارية للنائب الليبرالي غاري أنانداراسانغاري.
وتحدد الإحاطة الوزارية “القضايا الساخنة” التي تواجه جهاز الشرطة الملكية، وتشمل إضافة إلى التطرف العنيف: التدخلات الأجنبية، وجرائم الكراهية، والحدود مع الولايات المتحدة، وأزمة المواد الأفيونية.
في هذا السياق، شكك التقرير في مزاعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي برر بها الحرب التجارية ضد كندا، مدعيًا أن تهريب الفنتانيل عبر الحدود الكندية يشكل “تهديدًا خطيرًا” للولايات المتحدة، حيث اعتبرت الشرطة الكندية أن لا “أدلة تُذكر” تدعم هذه الادعاءات، رغم التزامها بالتعاون الدولي في هذا المجال.
كما حذرت الشرطة من أن المتطلبات المتزايدة من قبل الحكومة الفيدرالية “تتجاوز قدراتها الحالية”، داعية إلى معالجة تحديات الموارد بشكل عاجل، لأن جهاز الشرطة “لن يتمكن من تنفيذ كامل مهامه الفيدرالية بفعالية ما لم تُحل هذه الإشكاليات”.
وأكد جهاز الاستخبارات الأمنية الكندي أيضًا رصده “لزيادة مقلقة في حالات التطرف”، لكنه لا يرى في الوقت الحالي ضرورة لرفع مستوى التهديد الإرهابي الوطني.
وأرجعت الوثيقة جزءًا من هذا الارتفاع إلى تجدد النشاط المرتبط بما يُعرف بتنظيم داعش، فمنذ عام 2023، تمكنت الشرطة من إحباط عدة مؤامرات مرتبطة بالتنظيم، منها محاولة تفجير مزعومة لتجمع مؤيد لإسرائيل على تل البرلمان، بالإضافة إلى محاولات هجوم على فعاليات فخر المثليين في كالجاري، وموقع مجهول في تورنتو، فضلًا عن إحباط هجوم مخطط له في نيويورك بعد اعتقال مشتبه به في كيبيك.
وفي تطور آخر، وُجهت تهم بالإرهاب إلى ثلاث نساء كنديات كنّ ضمن صفوف داعش في سوريا، بينما وُضعت أخريات تحت سندات سلام تحد من حركتهن داخل البلاد.
كما أقرّ أحد ممولي التنظيم بالذنب في محكمة تورنتو الأسبوع الماضي، بتهمة جمع الأموال لغزة عبر حملات تمويل جماعي، وتحويلها إلى عناصر داعش في الخارج.
في الوقت ذاته، ازدادت التهم الموجهة لأعضاء جماعات يمينية متطرفة بارتكاب جرائم إرهابية، بما في ذلك إنتاج دعاية تحض على الكراهية.
وأشارت الشرطة الملكية إلى أن “التطرف العنيف آخذ في الازدياد عالميًا، ويشكل تهديدًا بارزًا للأمن القومي”، مشددة على أنها تلجأ إلى “تدابير تخريبية” وسندات سلام في الحالات التي يتعذر فيها توجيه تهم رسمية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني


