هلا كندا – كشف تقرير اقتصادي جديد أن خطة الحكومة الليبرالية بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني لتحقيق “الكفاءة التشغيلية” ستتطلب خفضًا بنسبة 24% في ميزانية تشغيل القطاع العام الفيدرالي، وهو ما وصفه خبراء بأنه قد يؤدي إلى “تدمير فعلي لقدرات الحكومة الفيدرالية”.
ووفقًا لتقرير صادر عن المركز الكندي لبدائل السياسات، فإن تنفيذ هذه الخطة سيؤدي إلى “تراجع كبير في جودة الخدمات العامة”، في حال أصرّت الحكومة على تحقيق وفورات بقيمة 13 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2028-2029، كما تعهدت في برنامجها الانتخابي.
وأكد التقرير أن الوفر المتوقع لا يمكن تحقيقه دون التأثير المباشر على التوظيف، موضحًا أن الإنفاق الدفاعي مستثنى من التخفيضات، مما يعني أن الوزارات غير العسكرية ستكون وحدها المعنية بتقليص النفقات، وخصوصًا من خلال تقليص الوظائف.
وأشار الخبير الاقتصادي ديفيد ماكدونالد، معدّ التقرير، إلى أن إلغاء التعاقدات الخارجية يمكن أن يوفر فقط 1.2 مليار دولار، وهو مبلغ بعيد عن هدف الحكومة، ما يعني أن “الجزء الأكبر من التخفيضات سيتحقق عبر تقليص عدد الموظفين بشكل واسع”.
وأضاف ماكدونالد: “هذه ليست مجرد إجراءات لتحسين الكفاءة، بل ستكون أكبر عملية خفض في تاريخ القطاع العام الكندي الحديث”، محذرًا من أن آثار هذه السياسات لن تظهر فورًا، بل ستبدأ في الظهور تدريجيًا من خلال تراجع جودة الخدمات وتأخر المواعيد وتراكم الطلبات.
وأكد التقرير أن هذه التخفيضات، إن طُبقت، ستتجاوز حتى التخفيضات التاريخية التي نفذها وزير المالية السابق بول مارتن في ميزانية 1995، حين تم تقليص الإنفاق التشغيلي بنسبة 18.9%، معتبرًا أن “ما يُقترح اليوم أكثر حدة وأقل واقعية”.
وشدد على أن تعهد كيرني بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي يعفي الجيش من أي خفض، ما يضع عبء التخفيضات كاملًا على عاتق الوزارات المدنية التي يعتمد عليها المواطنون في خدماتهم اليومية.
وقال المفوض البرلماني للميزانية إيف جيرو إن الحكومة، إذا أرادت تنفيذ وعودها الانتخابية دون تجاوز العجز المعلن، ستضطر إلى تقليص حجم الخدمة العامة، أو إبطاء تنفيذ البرامج بشكل ملحوظ.
واختتم ماكدونالد تحليله بالقول إن “الحديث عن توظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة أو عن تجميد التوظيف كبدائل للخطة غير واقعي”، مؤكدًا أن “أي تقليص بهذا الحجم سيكون له ثمن سياسي وشعبي باهظ لا مفر منه”.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني