هلا كندا- أعلنت بلدية فوكوييه-ستريكلاند الواقعة شمال غرب مدينة تيمينس في أونتاريو، والتي لا يتجاوز عدد سكانها 400 نسمة، أنها ستقوم بإنهاء جميع خدماتها البلدية وتسريح كافة موظفيها بشكل رسمي اعتبارًا من الأول من أغسطس المقبل.
وذلك في خطوة غير مسبوقة تأتي بعد عجز مالي تجاوز 2.5 مليون دولار خلال العقد الأخير ونفاد كامل للاحتياطيات المالية.
وقالت العمدة، مادلين ترمبلاي، في رسالة وجهتها إلى وزارة الشؤون البلدية والإسكان إن المجتمع المحلي يواجه “انهيارًا ماليًا كاملًا خلال أسابيع”، وإن غياب التدخل العاجل من المقاطعة قد يؤدي إلى حرمان السكان من الخدمات الأساسية مثل صيانة الطرق، ورفع الثلوج، وشبكات المياه والصرف الصحي، وإدارة النفايات، وخدمات الإطفاء.
وأضافت ترمبلاي أن معالجة العجز الحالي كانت ستتطلب فرض زيادة ضريبية بنسبة 300%، وهو ما وصفته بـ”العبء المستحيل على السكان”، وأشارت إلى أن البلدية كانت قد تقدمت بطلب قرض بقيمة مليوني دولار وقلّصت نفقاتها بدرجة كبيرة لتقليل الزيادة الضريبية إلى 26%، لكن البنك طالب بمستندات لا يمكن توفيرها إلا في عام 2026، مما وضعها في “فخ بيروقراطي مستحيل”.
وأشارت إلى أن البلدية حاولت منذ عام 2021 الحصول على دعم حكومي دون جدوى، موضحة أن الوزارة اشترطت تسليم البيانات المالية المدققة لعام 2024 قبل النظر في المساعدة، وهو ما اعتبرته عائقًا بيروقراطيًا يزيد من تعقيد الأزمة.
تداعيات خطيرة على الوظائف والخدمات
تُعد بلدية فوكوييه-ستريكلاند أكبر جهة توظيف في المنطقة، حيث يعمل بها ثمانية موظفين، من بينهم خمسة بدوام كامل وثلاثة بدوام جزئي، كما كانت الجهة الوحيدة التي تقدم فرص عمل للطلبة خلال الصيف، لكن هذا العام لم تتمكن من التقديم للحصول على منح طلابية لعدم قدرتها على دفع حصتها المالية. وفي منتصف يونيو، تم الاستغناء عن الموظفين الجزئيين وموظف إداري بدوام كامل.
وأكدت ترمبلاي أن المزيد من قرارات التسريح قادمة، وأن تعليق الخدمات البلدية سيؤدي إلى مخاطر كبيرة على الصحة والسلامة العامة، وسيتطلب في نهاية المطاف تدخلاً طارئًا ومكلفًا من الحكومة الإقليمية.
مناشدة لتعيين مشرف بلدي وتقديم تمويل عاجل
دعت ترمبلاي الحكومة الإقليمية إلى تعيين مشرف بلدي وتقديم تمويل طارئ لتجنب انهيار الخدمات أثناء العمل على حلول طويلة الأمد، محذّرة من أن تجاهل الوضع سيكلف المقاطعة أضعافًا مضاعفة لاحقًا.
من جهتها، قالت وزارة الشؤون البلدية والإسكان في بيان تلقته CTV إن الوزيرة كينغا سورما التقت مؤخرًا بعدد من البلديات الشمالية، بينها فوكوييه-ستريكلاند، لمناقشة الأولويات المحلية، مشيرة إلى أن الحكومة “تواصل دراسة أفضل السبل لدعم البلدية”، وأنها استثمرت أكثر من 315 ألف دولار عبر صندوق البنية التحتية المجتمعية خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأكدت متحدثة باسم الوزير فلوك، في بيان لاحق، أن الوزارة “تتفاعل بنشاط مع بلدية فوكوييه-ستريكلاند حول التحديات المحلية التي تواجهها”.
وفي ظل الضائقة المالية، صوّت المجلس البلدي على بيع كاسحة الثلوج التابعة للبلدية كخردة، لعدم توفر التمويل اللازم لإصلاحها.
هذه الخطوة غير المسبوقة تبرز التحديات الحادة التي تواجهها المجتمعات الصغيرة في كندا في ظل تصاعد التكاليف، وتراجع الدعم، وتعقيد الإجراءات البيروقراطية.
محرر أخبار في شبكة هلا كندا، يتمتّع بخبرة طويلة في مجال الصحافة والإعلام الإلكتروني